****************************************************
تحميل نقلة الفلسفة كل الفلاسفة اضغط هنا
تقديم عام للمجزوءة
إن الوضع البشري بنية مركبة تتميز بالتعقيد، حيث تتداخل فيه عدة مستويات، منها ما هو ذاتي، وما هو موضوعي، وما هو علائقي، وما هو زماني، إذ يتحدد الكائن البشري ذاتيا بالوعي، وموضوعيا بالتواجد مع الغير، والعلاقة التي تربط بينهما (الذات – الغير)، إضافة إلى الامتداد في الزمان التاريخي
فالكائن البشري، فرد ذو ملامح بيولوجية، ونفسية، وذهنية خاصة. تجعل منه شخصا محددا يتمتع بقسط من حرية الإرادة، لكنه في نفس الوقت مشروط بمحددات اجتماعية ونفسية لا واعية، لكن تَشَكُّلُه لا يتم في معزل عن الغير. وهكذا فوجود الغير والعلاقة معه شرط ضروري لبناء الذات. إن هذا البعد الغيري، هو بعد ضروري إلى درجة اعتبار العزل الانفرادي للشخص شكلا من أشكال العقاب القاسي. لكن العلاقة مع الغير هي جزء من علاقة أوسع هي العلاقات الاجتماعية، لأن الآخرين ليسوا مجرد أفراد متناثرين هنا وهناك، بل يشكلون نظاما جماعيا عاما منظما اقتصاديا وسياسيا وإداريا هو المجتمع، الذي يخضع لصيرورة زمنية تطورية يترابط فيها الماضي والحاضر بالمستقبل تسمى: التاريخ
وهذا ما يدفعنا إلى طرح الأسئلة التالية
أين تكمن الطبيعة الجوهرية للشخص؟
ما العلاقة التي تربطه بالغير؟
كيف يساهم الإنسان في صنع تاريخه؟مجزوءة المعرفة
تقديم عام للمجزوءة
لقد حاولت الفلسفة خلال تاريخها الطويل صياغة قضايا المعرفة بطريقة تسمح بفهم الشروط التي تقوم عليها، متخذة من الحقيقة غاية قصوى لكل عملية معرفية. وذلك بعد أن تقطع مع الرأي والمعرفة العامية للواقع، والتي تتميز بالسطحية، لكي تبني معرفة موضوعية وجوهرية متمثلة في الحقيقة، باعتبارها مطابقة الفكر لذاته على المستوى المنطقي، ومطابقة الحكم لموضوعه على المستوى المادي والواقعي. لقد اتخذت الحقيقة في التاريخ الحديث شكلا علميا، حيث وضع المجتمع العلمي المعاصر قواعد للبحث الموضوعي، وذلك باللجوء للتجربة والملاحظة، والقياس… التي تحول الفرضيات إلى قوانين علمية تعبر عن العلاقات الثابتة والمنتظمة بين الظواهر. إلا أن انتقال المعرفة العلمية من دراسة المادة إلى دراسة الإنسان ذاته، بما يتميز به من إرادة وحرية في الاختيار تجعله ينفلت من القوانين الحتمية، دفع العلوم الإنسانية إلى مراجعة مناهجها، وأدوات اشتغالها
وهذا ما يجعلنا نطرح قضية المعرفة كإشكال فلسفي متعدد الأبعاد من خلال صياغة الأسئلة التالية
ما هي الحقيقة؟
ما طبيعة العلاقة بين النظرية والتجربة؟
أين تكمن خصوصية الدراسة العلمية في العلوم الإنسانية؟مجزوءة السياسة
تقديم عام للمجزوءة
يعيش الناس ضمن مجتمعات، وهو ما يطرح مسألة تنظيم وجودهم في مجال خاص يوفق بين أفعالهم، بحيث تصبح صادرة عن الجماعة. ويعتبر هذا المجال سياسيا بالمعنى الواسع لكلمة السياسة. إذ يفترض هذا المجال الحفاظ على الأمن داخل المجتمع الذي يخلق لهذا الغرض تنظيمات ومؤسسات تعمل على توزيع السلطة في الوقت الذي تؤسس فيه مشروعيتها كذلك. لقد تطورت هذه الأشكال التنظيمية وأفضت إلى ظهور جهاز الدولة
لكن بالرغم من كل أشكال التنظيم التي أفرزها المجتمع البشري، فقد عرف هذا المجتمع خلال تاريخه صدام الإرادات وصراع القوى، سواء كانت أفرادا أو جماعات. فسعي الإرادة نحو هدفها وإصرارها على تحقيقه، يجعلها إما تلتجئ إلى العنف المادي، وإما إلى الإقناع، وهو صراع رمزي في عمقه
لقد سعت السياسة إلى ترجمة الحق والعدالة، كمُثُل عليا، على أرض الواقع. الحق باعتباره مجموعة الحريات التي ينبغي للفرد التمتع بها. والعدالة كتجسيد لمبدأ المساواة والإنصاف، بما يعني من معاقبة للمعتدي، وتعويض للمتضرر. إن كل هذه القضايا المرتبطة بالمجال السياسي يمكن معالجتها من خلال طرح الأسئلة الفلسفية التالية
ما هي الدولة؟
ما هي أنواع ممارسات العنف؟
كيف تجسد السياسة مبدأي الحق والعدالة؟مجزوءة الأخلاق
تقديم عام للمجزوءة
إن الإنسان مشروط بمُثُل أخلاقية سامية توجه سلوكاته وتنظم علاقاته بالآخرين. ولعل الأخلاق بما تتضمنه من قيم إيجابية ومثل عليا، شكلت كابحا للنوازع الشريرة وللعدوانية لدى الإنسان كما شكلت حافزا غيريا يبين أن بإمكان الإنسان أن يفعل الخير ويتجنب الشر والإذاية
لقد عمد المجتمع للحفاظ على وجوده، إلى تأكيد بعض القيم الأخلاقية وترسيخها، وتحديد الواجبات التي على كل فرد القيام بها، سواء نحو ذاته أو نحو مجتمعه، وهي واجبات قد يخضع لها تلقائيا، مثل العادات والتقاليد. كما يشعر اتجاهها، وهو يعيش تجربة الحياة، بضغطها وإكراهاتها، فيتجه نحو بناء واجبات إضافية، يطبعها بطابعه الذاتي والعقلي فيلتزم بها التزاما واعيا وإراديا حرا. وتعني الحرية في بعدها الأخلاقي عدم الخضوع لإكراهات الغريزة والنزوات. إن الحرية ليست مجرد قيمة، بل هي حق يرتبط بالفعل الإنساني
إن كان للفعل الإنساني من غاية قصوى، فقد تكون السعادة هي الهدف الأخير لهذا الفعل، وتَمَثُّلُ السعادة يفضي إلى البحث عن وسيلة لتحقيقها، فطموح الإنسان لا يتوقف عند حدود الرغبة بقدر ما يسعى إلى إشباعها، وهو ما يحقق السعادة لديه
بناء على كل هذا، تطرح مسألة الأخلاق مجموعة من التساؤلات أهمها
ما معنى الواجب؟ وما مصدره؟
كيف تسمح القيم الأخلاقية بتحرر الإنسان وهي ذاتها تقنين لتصرفاته؟
كيف تتحقق السعادة لدى الإنسان؟
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire